للمرة الثانية يشن أبناء الشحر الأحرار - الغيورين على حضرميتهم - حربهم ضد عدو حضرموت الأول ( القات ) من خلال أبعاد بائعيه عن مدينتهم لمسافات تقارب العشر كيلومتر كان هذا قبل سنوات ، وبعد أن رأوا أن المبتلين يذهبون لشراء القات رغم بعده، بل وأقبل عليه حتى صغار السن، قاموا هذه الأيام بإبعاد البائعين ومطاردتهم غرباً حتى منطقة شحير أو أكثر وهذا كأقل نضال ضد عدو غاشم محتل لحضرموت ولقيمها و َخدش في خصوصيتها.
جدير ذكره أن شجرة القات المدمرة للقيم والأخلاق والطاقات البشرية لم تعرفها حضرموت مدى عصورها حتى أيام الاستعمار البريطاني البغيض ( غير المسلم ) ، وللأسف اندمج معها بعض الحضارمة واستحسنوها بعد أن سحرت عقولهم بساعاتها السليمانية ، وانتشرت بين أوساط الحضارمة ، ولاسيما في المناطق والمدن الساحلية ، بل أصبح بعض الحضارمة المخزنين للقات لا يملكون من حضرميتهم سوى الاسم ، وماذا ننتظر من مجتمع ُتهدم قيم وطاقات شبابه ؟! .
كما أنه من المضحك والمعيب أن نرى بعض الحضارمة ينادون بطرد الشماليين من حضرموت ويصفونهم بالمحتلين ، بالمقابل نراهم منغمسين في ثقافة ذلك المحتل .. ما هذا النضال ؟! .. وما ذا يسمى في القاموس السياسي ؟! ، ولعل هذا يذكرنا بقول الشاعر: ( نعيب على الناس والعيب فينا،، وعلى هذا المنوال أقول: نعيب على الدحابشة والدحبشة فينا!!.. وا حضرموتاه .. وا عيباه .. لقد ضيعتم أمانة الأجداد يا أحفاد الحضارمة.
ألا يستحق أبناء الشحر الشرفاء أسمى آيات الشكر والتقدير والإجلال ؟.. ولاسيما وهم يقومون بما لم يقدر عليه بقية الحضارمة، من نضال حقيقي حفاظاً على خصوصية حضرموت التي يعتز بها الجميع داخل الوطن وخارجه .. نتمنى أن يحذو حذوهم أبناء المناطق الحضرمية الأخرى.....
بقلم الأستاذ : سعيد جمعان بن زيلع