المشهد اليمني الحالي يربك المواطن العادي فهو يرى فرق شاسع بين ما يسمع من تصريحات والواقع ومتغيراته اليومية.. وهذا جعل المواطن على الأقل في الجنوب تتشتت مشاعره الوطنية ولا يعرف المواطن البسيط أن هناك عمل كبير تديره دولا وكيانات متنوعة المشارب بعضهم تتحقق مصالحهم و آخرين تنحسر مصالحهم والمبعوث الاممي جمال بن عمر يشارك بدور رئيسي في انجازها .
وحتى تكون الصورة اقرب وأوضح.. نفترض أن ما حدث من جانب الحوثيين ابتداء من الاعتصامات المسلحة جنوب صنعاء قبل 21 سبتمبر 2014م إلى اليوم قام به أو جزء منه الحراك الجنوبي في مدينة عدن فقط هل سيكون رد الدول والأمم المتحدة هو نفس الرد الذي يقول به دائما بن عمر ويكرره .. انه يتوجب على النخب السياسية اليمنية أن تتحمل مسؤولياتها .. أو هل سيبقى أصلا بن عمر في صنعاء ..
والعادة أن الجماعات العربية والاسلاميه المسلحة على وجه الخصوص دائما تكون محاربة ومرفوضة إقليميا ودوليا والعجيب في الحالة اليمنية أن الجماعة المسلحة الحوثية ذات التوجهات الشيعية مقبولة ومدعومة دوليا ولا يمكن فهم ذلك إلاّ إذا عرفنا أن هناك تقريرا للجنة حكومية رأستها السفيرة الأمريكية في العراق صدر قبل حوالي عامين وورد فيه أمران مهمان يتم تنفيذهما على ارض الواقع الآن :
الأول انه يتوجب على الحكومة الامريكية دعم الجماعات الشيعية في العالم الإسلامي لتقويتها والثاني أن يكون عدو الأمريكيين .
الأول هي جماعة الإخوان المسلمين بدلاً عن جماعة القاعدة .. وجاء في تقرير للجزيرة نت بتاريخ 11 فبراير 2015م على لسان عدد من المثقفين اليمنيين إن بن عمر ينفذ التوجيهات الامريكية في اليمن لسعيه للحصول على منصب رفيع في الأمم المتحدة مستقبلا ..
فرصة سانحة في الوقت الراهن أمام المحافظات الجنوبية لفرض رؤيتها لمستقبلها ، لان ما سيفرضه المواطنون في الواقع على الأرض سيتم دعمه من دول الجوار في تقديري ، خصوصا أن بياناتهم تسمي الأمور بمسمياتها الحقيقية ..
ويبقى علينا في المحافظات الجنوبية أن نكون على استعداد لتلقي دعمهم وتحمل نتائج الأوضاع التي ستنشأ حينها مع الحوثيين ومن يقفون معهم في المحافظات الشمالية و من بيننا في الجنوب أشخاص من قياداتنا المجتمعية في حضرموت كانوا يحضرون فعاليتهم من قبل..
بقلم المهندس : عبدالحافظ خباه