كرامة الجمعة وجمعة الكرامة

 كلنا يعرف عظمة يوم الجمعة وهو يوم عيد للمسلمين ، لا زلت أذكر ذاك اليوم عندنا كنا في ساحة التغيير بالمكلا صباح يوم الجمعة ١٨ / مارس / ٢٠١١م عندنا سألت الأستاذ محمد برك الجريري أبو مالك ونحن نستعد لصلاة الجمعة ، لماذا سميت هذه الجمعة بجمعة الكرامة ؟! فقال لي : شباب التغيير حريصون على أن يخرج الرئيس السابق بكرامة ، ويتمنون أن يختم فترة حكمه بخروج مشرف ، ويظل يذكره اليمنيون بخير لو اختار وخير الخروج . ولكن ما هي إلا ساعات قليلة حتى رفض ذلك الزعيم أن يكون زعيما بحق ، وأبى إلا أن يوسخ يده بالدماء ، واستمر بالقتل والدمار ليكون في مزبلة التاريخ ويختم سياسته وفترة تدميره لليمن بالقتل لهؤلاء الشباب الطيب . انها أبشع المواقف تلك اللحظات والشباب يتساقطون الواحد تلو الآخر ، والدماء تسيل ، والله الذي لا إله غيره إن مساء ذلك اليوم لم تكن الحياة لها قيمة في نفسي ومازلت أذكر ذلك الإتصال من أخي الأكبر يطلب مني مغادرة الساحة وهو يقول لي : إن عدد القتلة قد تجاوز الأربعين ، أخرج حتى لا يضربونكم في ساحة المكلا أيضاً ، وكنت أرد عليه أن دماءنا لم تكن أغلى من تلك الدماء التي تسيل في صنعاء ، وكان يقول لي : "ماذا تريد منهم يتقاتلون بينهم البين بعد أن انتهت المصالح فيما بينهم "، وكنت أعذره لأنه كان خائفا علي من القتل وأن هذا هو حديث الشارع في ذلك الوقت من الإعلام المعادي للثورة اليمنية .

الحمد لله نحن منّ الله علينا وتربينا في محاضن الإصلاح الذي خلصنا من العصبية المقيتة وجمعنا على الأخوة الاسلامية أخوة الدين . نعم لم نخرج من ساحة التغيير في المكلا وليكن مايكن ، الموت ولا المذلة ، الموت بشرف ولا الحياة في ظل العبودية لغير الله ، لم نخرج من ساحة التغيير بالمكلا إلا بعد أن أسقطنا ذلك المجرم الذي خرج من الباب ليعود من النافذة ، نافذة المجرم الثاني عبدالملك الحوثي والذي سنسقطه قبل أن يسقط اليمن ، سنسقطه بالنضال السلمي ، بوحدة الصف والكلمة ، سنسقطه بأن نجعله يدمر نفسه بنفسه ، سنسقطه بعون الله سبحانه وتعالى .

وسيظل البقاء للأصلح ، البقاء للوطنيين الذين يريدون الخير لهذا الوطن ، سنظل نطلب الدولة المدنية ، دولة العدل والمساواة ، وسنجدها إن شاء الله ، وإن غداً لناظره لقريب .

بقلم : أكرم كرامة باحريش

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص