حضرموت اليوم / متابعات / كتب : عبده الأقرد :
سعى التجمع اليمني للإصلاح في كل مراحله إلى التعايش مع كل القوى السياسية التي اتفق أو اختلف معها، وساهم مع غيره من القوى السياسية في ترسيخ ثقافة الشراكة والتداول السلمي للسلطة، كما تصدى للسياسات المتطرفة التي أرادت ان تغرق البلاد في العنف والحرب الاهلية، الا انه وللأسف الشديد ما يزال هنالك من يريد اغراق اليمن في مستنقع الفوضى والحرب الاهلية ويحاول اجترار النموذج العراقي الى اليمن لتنفيذ مخططات مشبوهة ذات أجندات خارجية.
وفي أكثر من مناسبة أعلن التجمع اليمني للإصلاح موقفه الرافض للتطرف والعنف والارهاب منذ ما قبل أحداث 11 سبتمبر 2001 وإلى اليوم، وطالما دعا الجميع وفي المقدمة منهم الدولة والقوى السياسية الى تحمل مسئولياتهم إزراء تفاقم ظاهرة الإرهاب، وساهم بشكل فاعل في نشر ثقافة التسامح والتعايش وقدم سلوكا يُحتذى، وتعايش مع الجميع وقبل بالضد ونقيضه ودفع ثمنا باهضا مقابل مواقفه المناهضة لسياسات التطرف والارهاب والكراهية.
في الوقت نفسه، تعرض الاصلاح الى سلسلة من الهجمات الارهابية التي طالت قياداته وتعرض العديد من قادته ونشطائه قياداته للاغتيال "منهم على سبيل المثال صادق منصور الأمين المساعد لإصلاح تعز" وتعرضت مقراته للتفجير والنهب والمصادرة، وتعرضت العديد من قياداته للاعتقالات بتهم ملفقة وسط ضخ إعلامي ممنهج ذو أبعاد سياسية مكشوفة.
وسيقف الإصلاح ثابتا على مبادئه على الرغم من الثمن الباهض الذي ما يزال يتحمله إزاء مواقفه الوطنية المناهضة للإرهاب فكرا وسلوكا، وسيقوم برسالته وواجبه الوطني في محاربة التطرف والاستبداد لما لهما من أثر سلبي خطير على بنية الدولة والمجتمع.
وعلى إثر التداعيات الخطيرة للإرهاب يرى الاصلاح أن الجميع مطالبون بالسير على ذات الخطى الرافضة للحروب وتفجير الصراعات المذهبية والمناطقية على خلفية الاستحواذ بالقوة المسلحة على الحكم والرغبة في العودة الى السلطة على أشلاء الابرياء والزج بقوات الجيش في عمق الصراعات السياسية تحت لافتات ما يسمى الحرب على الارهاب.
ويؤكد الإصلاح التزامه القاطع بلغة الحوار وبشرعية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني والنضال الديمقراطي السلمي والدفاع عن حرية الرأي وحقوق الانسان وفقا لبرنامج عمله السياسي ونهجه الوسطي المعتدل الرافض للغة التخوين والتكفي، كما يدين كل أعمال العنف والارهاب والتوظيف السياسي لتلكالجرائم واستثمار نتائجها في التحريض ضد أطراف هنا وهناك لكسب مزيد من المواقف السياسية وتحريك الجيش والمليشيات ضد الخصوم والسلطة الشرعية.
ويدرك الاصلاح أن الضيق بالآخر وتحويل ساحة الاختلاف في الرؤى والبرامج الى ساحة للصراع وتجاوز المؤسسات الشرعية والسيطرة المسلحة على مقدرات الدولة واستخدام عبارات التخوين والتكفير والشحن الاعلامي وفرز الشعب مع أو ضد يمثل تحديات صعبه أمام القوى السياسية والمجتمعية.
وسيظل التجمع اليمني للإصلاح نافذة أمل وساحة للوسطية والاعتدال لتكريس الرأي المستنير وتعزيز الشراكة في مواجهة سياسة الإقصاء والعنف والإرهاب.