مداهمة .. من غير ميعاد .. !!

قنقلت إلينا الأنباء اليوم الإثنين 13 / 4 / 2015 م قيام مجموعة من العناصر المسلحة التابعة لأنصار الشريعة بمحاصرة مقر تابع لحزب التجمع اليمني للإصلاح بالمكلا ـ منطقة فوة مع تباشير الساعات الأولى من الفجر، ثم قاموا بتفتيشه بحثاً عن مسلحين !! ، وطلبوا ممن كانوا متواجدين فيه تسليم أنفسهم.

حراسة المقر لم تُبدِ أية مقاومة أو اختلاق للمشاكل، وبكل سعة صدر سمحوا للمعناصر المسلحة بأن يفتشوا المقر، إلا أن تفتيشهم لم يحرز أية نتيجة ولن يحرز بطبيعة الحال لأنه تبين في نهاية المطاف أن البلاغ ما هو إلا بلاغ كيدي من أحد المواطنين، وما أكثر ممن يكيدون للطيبين العاملين بإخلاص من أجل هذا الوطن، ويغمضون أعينهم عن الفساد وأهل الفساد، وهنا تبرز ثنائية العار والشنار.

 

ما أقسى أن تلقي بنا سوء الظنون والأحقاد في أدوية الظلم والافتراء دون إبداء أية أسباب سوى أن أنني أقف موقفاً مغايراً وانتقامياً تجاه المخالف في الفكر والقناعات. يقول الله عزّ وجل في كتابه الحكيم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ) [ سورة المائدة : الآية 8 ]. بقي أن نشير إلى أن الإخوة الذين قاموا بالتفتيش ولم يجدوا شيئاً؛ قد تقدموا بالاعتذار لحراسة المقر وتأكدوا أن الأمر لم يعدُ إلا مكايدة وأن ما وصلهم من بلاغ كان خاطئاً.

وبغض النظر عما حصل من تضليل متعمّد من بعض الكائدين للإصلاح، إلا أن ما بدا مستلفتاً للنظر أن الابتلاءات لا تزال بهم حتى وهم بعيدون حتى الآن عن عدوهم الأكبر ـ الحوثيين والعفاشيين ـ فالقوم لا يزالون يعانون أشد المعاناة في شمال الوطن ـ بتهمة أنهم تابعون للقاعدة و أنهم دواعش ـ من اعتقالات قادتهم وقتل النخبة منهم ، وسجن خيرة شبابهم وتدمير مقراتهم واقتحام بيوتهم وترويع نسائهم وأطفالهم وإفساد ممتلكاتهم وغيرها من ألوان الإيذاء والتنكيل، فلكم الله أيها الإصلاحيون وأنصاركم.

 

لسنا في حاجة هنا أن نؤكد لجميع الإخوة في حضرموت خاصة والوطن عامة؛ كم نحن بحاجة ماسّة وملحّة إلى أن نقف جميعاً وقفة رجل واحد ضد عدونا الأوحد والأخطر المتمثل في الشيعة الروافض عملاء إيران وحلفائه وأعوانه أتباع المخلوع المحروق ، كما أن علينا الالتفاف والتكاتف والتعاضد ضد المد الفارسي الشيعي القادم إلينا بقوة دون هوادة أو رحمة، وإزاء ذلك ينبغي أن ننبذ الكيد لبعضنا البعض، وأن نقف في خندق واحد ونطرح التنازع والعداوات جانباً حتى يوفقنا الله وينصرنا، يقول الحق تبارك وتعالى : ( وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) .

 

وبما أن الحق أولى أن يقال فإن على اللجنة الأمنية و" أبناء حضرموت "  أن تلقي لكل بلاغ يصدر عن المواطنين الاهتمام والرعاية التي يتطلبها، وتتأكد منه وتتمحص ، فلعل فيه من الحقيقة ما يرد خطراً كامناً على المكلا و حضرموت، مع العلم أن آخر ما يخطر على البال أن نجد من يستغل هذا الوضع ونحن نمر بهذه الظروف القاسية لتصفية حسابات خاصة أو لتفريغ شحنات الكره والبغضاء على قوم لم يُعرف عنهم إلا كل خير، ولا يمارسون عملهم إلا بمهنية وتنظيم وإخلاص كبير، بعيدون كل البعد عن المليشاوية ومواطن الغدر والالتفاف .

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص