أمين عام الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بوادي متى ما تعلقنا وتمسكنا به كان الفلاح والفرج "مقابلة

 حضرموت اليوم / خاص :

إن خدمة القرآن الكريم شرف عظيم، يفتخر به من نذروا أنفسهم للعمل من أجله، وبذلوا وقتهم وجهدهم للإبداع والتميز في تعليمه ونشره.. ومن هؤلاء -ونحسبهم كذلك، ولا نزكي على الله أحد- الجمعية الخيرية لتعليم القرآن الكريم بوادي حضرموت، وهي الجمعية الأولى في الوادي المتخصصة في تعليم القرآن الكريم، تخرج من حلقاتها المنتشرة في وادي حضرموت العدد الكبير من حفاظ وحافظات القرآن الكريم، وقد بلغ عدد الحفاظ الذين اجتازوا الاختبار النهائي بنجاح قرابة (1.066) حافظاً وحافظة.

ولها نشاط كبير في المجال القرآني حتى توسع نشاطها وبرامجها إلى معظم محافظات الجمهورية، كما تربطها علاقات وطيدة مع العديد من الجهات الحكومية ومنظمات المجتمع المدني، وكذلك الهيئات والجمعيات العالمية.

ولتسليط الضوء أكثر على هذه الجمعية التقينا بالأمين العام الأخ/ عمر عوض مزروع، فكانت هذه الحصيلة:

 

* هلا تعطونا نبذة مختصرة عن نشأة الجمعية وأهدافها؟

كانت انطلاقة الجمعية عام 1995م حيث تم افتتاح مكتب لها في سيئون، وبفضل الله تعالى توسع نشاط المكتب ليشمل أغلب مناطق وادي حضرموت، حتى تم اعتماده كفرع مستقل عام 1999م.. ومنذ ذلك الحين والفرع في توسع مستمر بحمد الله تعالى.

أما عن أهداف الجمعية فهي على النحو التالي:

• العمل على تعليم القرآن الكريم على أوسع نطاق ممكن.

• تدريس القراءات والمحافظة على أسانيدها.

• العناية بالقرآن الكريم وعلومه تعليماً وتأليفاً وبحثاً ونشراً.

• تربية النشء على منهج القرآن الكريم والتخلق بأخلاقه.

• توحيد جهود وإمكانات محبي القرآن الكريم والباذلين من أجله والمضحين في سبيله.

 

* للجمعية إنجازات كثيرة خلال مسيرتها القرآنية.. ما أهم تلك الإنجازات؟

أبرز إنجازات مشاريع الجمعية بفضل الله تعالى على النحو التالي:

* مراكز الإقراء للإجازة بالسند المتصل للرسول صلى الله عليه وسلم: وعددها حالياً مركزين؛ الأول بسيئون والثاني بتريم.

* المراكز القرآنية النموذجية: المنتشرة في جميع مدن وادي حضرموت، حيث وصل عددها إلى (8) مراكز نموذجية بنين وبنات.

* الحلقات القرآنية النموذجية: والمنشرة في جميع مناطق وادي حضرموت والتي يبلغ عددها حوالي (107) حلقة قرآنية بنين وبنات.

* إعداد وطباعة منهج حلقات القرآن الكريم، والذي يتكون من (12) مستوى، موزعة على ثلاثة مراحل (أولي، وتمهيدي، وتكميلي)، وبإشراف كادر تعليمي وأكاديمي مختص مكون من عدد من الدكاترة والتربويين.

* الشراكة العلمية مع جامعة حضرموت - كلية التربية، وكلية البنات، والتي بموجبها تقوم الجمعية بتمويل المشروع وإيجاد مشائخ مجازين لتدريس مادة القرآن الكريم.

* الشراكة مع بعض المؤسسات والجمعيات العاملة في مجال القرآن الكريم.

* الشراكة مع مكتب وزارة التربية والتعليم بالوادي والصحراء في بعض البرامج والأنشطة، كالمسابقة القرآنية التي تقام على مستوى مدارس وادي حضرموت (أساسي، ثانوي).

* المسابقة الإذاعية الرمضانية عبر إذاعة سيئون.

* الدورات التأهيلية للمعلمين والمعلمات، والموجهين والمشرفين والموظفين.

* مشروع كفالة الحفاظ للدراسات الجامعية والدراسات العليا.

* برنامج الرواد لتأهيل حفاظ القرآن لقيادة المجتمع.

* تخريج (1.066) حافظاً وحافظة لكتاب الله تعالى اجتازوا الاختبار النهائي بنجاح، منهم (53) مجازاً ومجازة بالسند المتصل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، و(7) بالقراءات العشر.

* تحقيق المراتب الأولى في المسابقات القرآنية على مستوى الوادي والجمهورية، فقد تميز حفاظنا الخريجين من الحلقات والمراكز النموذجية في تلك المسابقات وحققوا المراكز الأولى في المسابقة القرآنية التي تقيمها وزارة الأوقاف، ومسابقة رئيس الجمهورية في حفظ القرآن الكريم، ومسابقة فهم القرآن التي أقيمت بتعز، ومسابقة (في رحاب القرآن الكريم) بالقناة الفضائية اليمنية، والمسابقة القرآنية بقناة السعيدة، وغيرها من المسابقات القرآنية الأخرى.

* ما هي صلة التعاون والتنسيق بين الجمعية والمؤسسات القرآنية العالمية التي تعمل في مجال خدمة كتاب الله؟

علاقة الجمعية بالمؤسسات القرآنية العالمية علاقة شراكة واسعة والحمد لله، وأهم هذه المؤسسات على الإطلاق هي الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم، وكذلك الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وجمعية الشيخ عبدالله النوري بالكويت، وجمعية قطر الخيرية، وغيرها من المؤسسات القرآنية والتي تهتم بتعليم القرآن الكريم.

وبحمد لله تعالى حظيت الجمعية على مستوى عالي من الثقة لدى هذه المؤسسات، حتى أصبحت تشرف على المشاريع القرآنية لهذه المؤسسات العالمية والتي تنفذ من قِبل كثير من المؤسسات والجمعيات العاملة في المجال القرآني.

أما علاقة الجمعية بغيرها من منظمات المجتمع المدني تكاد تقتصر في المنظمات العاملة في المجال القرآني، وهي على نوعين؛ إما علاقة شراكة أو علاقة إشراف على بعض المشاريع والبرامج.

وفيما يتعلق بالعلاقة مع الجهات الحكومية فبحمد الله تعالى تربطنا علاقة شراكة مع كثير من الجهات الحكومية الرسمية وأهمها مكتب الشؤون الإجتماعية والعمل بالوادي والصحراء، ومكتب وزارة التربية والتعليم بالوادي والصحراء، وإذاعة الجمهورية اليمنية ــ سيئون, وجامعة حضرموت - كلية التربية، وكلية البنات.

 

* يرى البعض التوسع في نشاط الجمعية حتى وصل إلى مختلف محافظات الجمهورية.. فهل وصل الاكتفاء عن المشاريع القرآنية في المحافظة؟

الجمعية تسير وفق استراتيجية مدروسة لتحقيق أهدافها في تعليم ونشر القرآن الكريم على أوسع نطاق ممكن، ومجال القرآن الكريم ليس فيه اكتفاء، والمشاريع القرآنية في المحافظة مستمرة بحمد الله تعالى وفي توسع مستمر.. ففي خلال العام المنصرم 2014م قمنا بالعديد من البرامج والأنشطة القرآنية، كان أبرزها: افتتاح مركز الإقراء والإجازة بالسند في مدينة تريم، وتأسيس لجنتين تابعة للجمعية في كل من ساه وغيل عمر تقوم بالإشراف المباشر على عمل الجمعية في تلك المناطق، وفتح مدرسة نموذجية بتريم، ومركز نموذجي للبنين بسيئون، وفتح حلقات السند والقراءات العشر، وتخريج (4) مجازات بالقراءات العشر، و (26) مجازاً في متن الجزرية وتحفة الأطفال، وغيرها الكثير.. وأما عن نشاط الجمعية خارج المحافظة فهذا بحمد الله ناتج عن النجاح والتميز لأنشطة الجمعية وعملها في الوادي؛ الأمر الذي أدى إلى زيادة ثقة الجهات المناحة في الجمعية، فكرمت بالإشراف على بعض الأنشطة القرآنية في المحافظات الأخرى، لنقل تلك النجاحات والتميز وقد تم إنشاء إدارة جديدة مختصة لإدارة هذا المشروع .

 

* ما هي أبرز مشاريعكم وطموحاتكم المستقبلية؟

أهم مشاريعنا وطموحاتنا المستقبلية هي أولاً كيف نرتقي بالمشاريع والبرامج الحالية، وأما ما يتعلق بالمشاريع الأخرى منها فتح حلقات القراءات العشر بمراكز الإقراء والإجازة بالسند، فتح حلقات السند بالمناطق، ومنح شهادة الدبلوم لمعلمي ومعلمات الحلقات القرآنية النموذجية بالتنسيق مع ذات العلاقة، والتوسع في الحلقات والمراكز القرآنية النموذجية، وكذلك برنامج الرواد لتأهيل الحفاظ والحافظات لقيادة المجتمع.

 

* نسمع سنوياً عن تخريج كوكبة من حفاظ القرآن الكريم.. ما هي الثمرة الملموسة من قبل الخريجين على الواقع وفي خدمة كتاب الله؟ وما هو دور الجمعية تجاه هذه المخرجات؟

القرآن الكريم دستور الأمة ومنهج حياتها فمتى تربى النشء في أحضان حلقات القرآن فلن نخاف عليه من الملهيات، وبحمد لله تعالى فإن مخرجات الجمعية من الحفاظ والمجازين لهم بصمات واضحة وجلية؛ فهناك الحلقات النموذجية والمراكز النموذجية ومراكز الإقراء للإجازة بالسند وكذلك التدريس بالكليات الأكاديمية والإشراف والتوجيه والتدريس في حلقات تحفيظ القرآن الكريم وإمامة المساجد، ونؤكد سرورنا في الريادة لحفاظنا في خدمة كتاب الله عزوجل والريادة كذلك في مجالات مختلفة لخدمة مجتمعهم.

 

* رسائل توجهونها إلى:

أ) الخيرين والداعمين.

رسالتي للخيرين والداعمين هي: أن الله اصطفاكم وشرفكم لخدمة كتاب الله العظيم، وكفى به من شرف فبعطائكم تستمر بإذن الله تعالى مشاريعنا القرآنية.. فلكم منا جزيل الشكر والتقدير والعرفان، ولكم من الله تعالى عظيم الأجر والثواب، وبارك الله لكم في أموالكم وأولادكم وأعماركم، ورزقكم الذرية الصالحة.. ونقول لكم مزيداً من البذل والعطاء في دعم الجمعية ومشاريعها القرآنية المباركة.

 

ب) العاملين في الحقل القرآني.

نقول لمن نذرو أنفسهم لخدمة كتاب الله تعالى؛ تعليماً أو إشرافاً أو توجيهاً: بارك الله في جهودكم وأجزل لكم الأجر والمثوبة.. وإنه لشرف عظيم لكم أن يتخرج من بين أيديكم الحافظ لكتاب الله، النافع لمجتمعه.. وعليكم إخلاص العمل لله وحده، وأن تبذلوا مزيداً من الجهد في هذا العمل الطيب المبارك، وكفاكم فخراً أنكم جمعتم الخيرية بإذن الله تعالى كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه).

 

ج) المتخرجين من حفاظ وحافظات القرآن الكريم.

أما المتخرجين من الحفاظ والحافظات فنقول لهم: من أجل أن تصلوا إلى هذا المقام؛ بذل المحسن ماله، وبذل المعلم وقته، وبذل غيرهم جهده، فأروا الله من أنفسكم خيراً، وكونوا عند حسن ظن هؤلاء بكم.. فبذوركم تم بذرها ثم العناية بها لتصبح شجرة مباركة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها.. فهذه أمانة في أعناقكم، انقلوها لغيركم. وهنيئاً لكم هذا الشرف العظيم، وهنيئاً لكم ما ينتظركم عند الله تعالى وهو أعظم وأعظم.

 

د) طلاب وطالبات الحلقات القرآنية.

رسالتي لطلاب وطلبات الحلقات القرآنية هي: أن نهتم بتعلم وحفظ كتاب الله تعالى، فمتى تعلقنا به وتمسكنا به كان الفلاح والفرج والخير لنا، ومتى ابتعدنا عنه كان الخسران والضياع والتيهان والتخبط، وإن شئتم فأقرأوا عن فضل تعلم القرآن الكريم والأجور التي يحصل عليها.

 

* كلمة أخيرة:

شكرنا وتقديرنا لكل من دعم مادياً ومعنوياً، أو ساهم في نشر كتاب الله تعالى وتعليمه عبر هذه الجمعية المباركة من رجال الخير والمعلمين وغيرهم.. كما نشكر الجهات الرسمية على تعاونها الدائم مع الجمعية.. وأخيراً شكرنا وتقديرنا للجهات الداعمة وعلى الأخص الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم متمثلة بالشيخ الدكتور خادم القرآن الكريم/ عبد الله بن علي بصفر على جهودهم ودعمهم السخي لمشاريع الجمعية..

ونسأل الله تعالى أن يثبت الجميع ويجزل لهم الأجر إنه ولي ذلك والقادر عليه.. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص