( في ذكرى مايو ) .. العفاشيون وحراك إيران .. بين العمال والنذالة ..!! 

بطريقة تثير الدهشة وبأسلوب أقل ما يقال عنه أنه مظهر من مظاهر النضال وحب الوطن تتوافد في مثل هذا اليوم الحادي والعشرين من شهر مايو من كل عام وفود الحراك الجنوبي لتتحرك قوافل الشباب والرجال والنساء زرافات ووحداناً بهدير مزلزل وتغطيات وإعلانات وترويج وهلّة وصيت وصياح يصم الآذان ويوقظ الوسنان إلى ( العاصمة ) عدن .

 

في مثل هذا اليوم نرى المنصات قد أُعدّت أفضل إعداد ورتبت أجمل ترتيب ، والميكرفونات قد هيّأت تمام التهيئة ، ثم نرى القيادات الكثيرة ! قد تهندمت وتشيكت على ( سنقة عشرة ) كما يقول المصريون ،  وقد تبارت في إلقاء الخطب الحماسية والتصريحات النارية ، وتعالت فيما قبل وبعد وما بين ذلك ترديد الشعارات الثورية ( ثورة .. ثورة .. ياجنوب ) ، ( سلمية وإلا بالنار ) وغيرها الكثير الكثير من الصياح والنباح الذي يقال عنه كفاح.

 

حينها ومع تلكم الفعاليات الكبيرة والهيلمان الطاغي تحسُّ أن الأرض من بين ( أرجل المحتلين المستعمرين ! ) تقذف ناراً، وتقول في قرارة نفسك: ( لقد آن الوقت على ما أظن للتحرير والاستقلال )، وتمتلئ كل القلوب بالسعادة والأمل في الخلاص من هذا الوضع البائس، وتظن ـ والظن لا يغني من الحق شيئاً ـ أن قد آن الأوان وأزفت ساعة الخلاص.

 

لن يمضيَ وقت طويل حتى يسود العراك تحت المنصات ، وتلغى فقرات فلان وعلان على حساب فلان وعلان ، وتذهب كل الكلمات الرنانة والشعارات البراقة ، وتتلاشى مصطلحات التصالح والتسامح وتذبح مفردات الأخوة ووحدة الكفاح تحت ساحات الميكرفونات ، وينفضّ الجمع خائب العزيمة في قياداته التي تأبى التآلف فلا نسمع عندئذٍ جعجعة ولا نرى طحناً.

 

وإزاء ذلك أعتقد أن هذا الشعب المسكين غير جدير بالتسامح إن مضى على ثقته بهؤلاء المتاجرين بقضيته ، البائعين لدماء شهدائه ونضالات رجاله وتضحيات أبنائه ، الذين غابوا فجأة عن ساحات النضال والكرامة ، والوضع والتوقيت ( إن سلمنا بنفعهم ) بحاجة ماسة إليهم ، لكنهم للأسف الشديد باعوا هذا الشعب الذي خُدع بهم بأبخس الأثمان ،وهربوا من ساحات النضال والشرف ، إلى ردهات الفنادق في بيروت ولندن والقاهرة وغيرها من العواصم ، فاستراحوا هناك ، واستراحت أسرهم وعيالهم ، ثم أخذوا يبثون خداعهم مجدداً ، ويكتبون المنشورات ويسجلون المقاطع الصوتية ويتردد على ألسنتهم الخبيثة إنكار تضحيات الآخرين ، وتخوين كل من سواهم ، ويعلم الله وحده أنهم هم الخونة العملاء ولكن أكثر الشعب لا يعلمون.

 

ترى إلى متى تمعن هذه القيادات في خداع الناس ، والاستخفاف بهم وبعقولهم ومشاعرهم وأحلامهم ؟! ، وماذا تُخفي خلف جاكيتاتها الفخمة وبنطلوناتها الضخمة من مؤامرات ودسائس ، وإلاّ لو كانت حقاً صادقة في مزاعمها وجادة في كلامهما لدعت اليوم وقادت المليونيات إلى عدن المنكوبة ، وإن عدن اليوم ـ كما يعلم الجميع ـ في أمس الحاجة لمن ينقذها من براثن ماليشيات الحوافيش وآلتهم التدميرية ، فهل تُرى هم فاعلون، ولإنقاذها ماضون ؟

 

يُقال بـ " أن الأمور مرهونة بأوقاتها" ، والوقت قد حان ، فإن لم يفعلوا شيئاً ذا بال يعيد لهم الكرامة والعزة ، فاعلموا أن القوم قد ماتت ضمائرهم وتحلل شرفهم ، واعلموا أنما هي العمالة والنذالة ولا شيء غيرها ، وأنا واثق تمام الثقة أنه لن يمضيَ سوى قليل من الزمن وستكتشفون الحقيقة ويظهر المخبوء ، وحتى لو ظهر المخبوء فإن القوم قد غُسلت وجوههم بالبول ، وسيعودون إلى سيرتهم الأولى في غير وجل ولا خجل .. فتذكروا كلامي هذا والأيام بيننا .. 

بقلم : أحمد عمر باحمادي

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص