الحوثيون .. في غيل باوزير .. !!

حضرموت اليوم / تحليل / أحمد عمر باحمادي  طالعتنا الأنباء قبل أيام قلائل عن القبض على أحد الحوثيين في أحد أحياء ضواحي مديرية غيل باوزير وتحديداً بمنطقة بن سلمان وهي عبارة عن أحياء ومبانٍ وبيوتٍ مستحدثة تقع على الأطراف الجنوبية والجنوبية الغربية من المدينة، وتم القبض على أحد الحوثيين بينما فرّ الباقون ـ حسب شهود عيان ـ الذين لم تحدد المعلومات كم عددهم بالضبط.   وقد قام مجموعة من أفراد أنصار الشريعة أو من يطلقون على أنفسهم مسمى " أبناء حضرموت " بهذه المهمة بعد تلقيهم بلاغ من الأهالي الساكنين في المكان المحدد عن وجود سيارة توقفت ليلاً لعطل ما أصابها، الأمر الذي أثار الشكوك حولها وحول الأشخاص الذين بدوا يتكلمون بلهجة غريبة تختلف عن لهجة الحضارم، حيث دخلوا بعدئذٍ في اشتباك مسلح مع الحوثيين الموجودين، ما أسفر عنه من القبض على أحدهم وبحوزته سلاح آلي، وبعض الحبوب المخدرة، وفرار البقية إلى وجهة غير معلومة.    ودون أن تتوفر لدينا أية معلومات أكيدة ودقيقة فيما إذا ما تمّ مطاردة الهاربين وملاحقتهم بعد الاشتباك من قبل " أبناء حضرموت " بعد الفرار أم لا، مع وجود الإمكانيات لتلك المطاردة أو الملاحقة من توفر السيارات والمركبات التي تمكنهم من القيام بهذه الخطوة الهامة للغاية، كونها ستدل المعنيين حول ما إذا كانت هناك أية خلايا أخرى قريبة، أو على أقل تقدير ستدلهم على الوجهة التي سيتجه لها الهاربون، لكن ذلك رغم ضرورته لم يحدث للأسف الشديد !!.   القصة الخبرية بصيغتها الواردة في الأخبار تلقي بالكثير من التساؤلات والاستفهامات وحتى الدروس والعبر التي يمكن لنا أن نستنتجها من تلكم الحادثة الغريبة، من ذلك أن في نهاية الخبر ورد التذييل أو الخلفية الآتية " وتأتي هذه الحادثة على ما يبدو من عمليات يقودها الحوثيون وجماعة صالح من نشر أتباعهم في حضرموت من أجل زعزعة الأمن و الاستقرار في حضرموت"، ومع احترامي وتقديري لمن صاغ الخبر فإن الخلفية تحوي الكثير من البراءة وربما نغمة اللامبالاة من خطر داهم كخطر الحوثيين، إذ ليس الهدف من تواجد هذه الخلايا هو زعزعة الأمن والاستقرار في حضرموت فحسب بقدر ما يعني السعي الحثيث لإسقاط المحافظات الجنوبية وحضرموت على وجه أخص، ولعل غيل باوزير يتم دراستها لأن تكون مجرد بوابة توصلهم إلى العاصمة الحضرمية ( المكلا )، وتفكيرنا عن أن يكون القادمون الغرباء قصدهم زعزعة الأمن والاستقرار فيه شيء من التجني، فما أدرانا عن قيمة هؤلاء العناصر وأهميتهم عسكرياً وميدانياً ؟!.  

وما الذي يضمن لنا أنهم لم يأتوا لدراسة تضاريس أو مكونات المديرية عموماً من حيث الموقع الاستراتيجي وتركيبة السكان ومستوى تسليحهم ويقظتهم، أو رصد الأماكن التي يمكن لهم استخدامها والاستفادة منها مستقبلاً إن وقع وسيطروا على المديرية لا قدر الله، وما الذي يضمن لنا كذلك ألا تحدث هناك أية تنسيقات خفية وسرية مع خلايا نائمة، فالخلايا النائمة خاصة من ( غُلاة ) المؤتمر، أو من الحراك الجنوبي التابع للأمن القومي، خاصة من الصيّع والمدمنين للمخدرات واللصوص وقطاع الطرق وأصحاب السوابق الذي يعرفهم الكل،   ودعونا هنا أن نكون صريحين وواقعين في هذه الحالة، إذ نحن في حرب ولا مجال للعاطفة أو السلبية، ومن شكّ فيما نقوله فليلقِ نظرة على الحوادث الكثيرة التي حصلت في عدن، وحجم الخيانات التي ارتكبت من مثل هؤلاء، حيث بخيانتهم تم اختراق جبهات المقاومة الجنوبية، كما تم دلالة الحوثيين على الثغرات والأماكن الحساسة وتزويدهم بالمعلومات عن المقاومين، بل ووصل الحال ببعضهم إلى جلبهم لمنازلهم وتخبئتهم فيها، فيظهرون فجأة في الوقت الذي يظن فيه المقاومون أنهم طهروا المدن والمواقع منهم، وبإمكانكم أن تسألوا عن تحويل هؤلاء الخونة بيوتهم إلى ثكنات للحوثيين ومخازن لتخزين السلاح. فاعتبروا يا أولي الألباب.   أمر آخر في غاية الأهمية هو أن تلك الخلايا التي إلى اللحظة لا يعرف من أي وجهة أتت وكيف مرّت على النقاط المتواجدة على طول الطريق مع التركيز أنهم قدموا في سيارة لا دراجات نارية أو غيرها مما يمكنهم من العبور من طرق ضيقة أو غير ممهدة، فإن قيل أنه لم تكُ هناك أية نقاط أو حراسات أمنية خلال الفترة المذكورة لظروف معينة ليس المجال لمناقشتها وسنأتي على ذكر شيء منها لاحقاً والتي مرّ فيها هؤلاء الحوثيين، فهذا يعني وجود خلل بيّن وثغرة كبيرة في أمننا، لا شك سندفع ثمنها عاجلاً أو آجلاً إن تراخينا في تشديد القبضة لاحتواء مثل تلكم الثغرات التي ستصيبنا لا قدر الله في مقتل.   وفي ذات الوقت إن افترضنا قدوم الحوثيين من طرق فرعية، فالأمر يجعلنا أمام مسئولية كبيرة في معرفة وتحديد وحصر تلك الطرق أو المداخل الفرعية إلى المديرية بشكل عام والعمل على السيطرة عليها، أو على أقل تقدير معرفة من يمر خلالها، ومراقبة الحركة والتنقلات ليلاً أو نهاراً ورصد أية تحركات مريبة من غرباء عن المنطقة والتصرف في الوقت المناسب.   كما يمكن القول إن الهاربين بالتأكيد قد علموا بعد الاشتباك بإلقاء القبض على أحد عناصرهم، مما سيجعلهم ربما يبذلون الجهد لفكاكه أو العودة لتحريره مجدداً، وهو ما سيجعل المدينة في مرمى أهداف الحوثيين مستقبلاً، في ذات الحين يعطي الأهمية لكشف ما سيسفر عنه التحقيق مع العنصر المقبوض عليه، وضرورة مكاشفة الناس وتعريفهم بمجمل الاعترافات التي يمكن أن يدلي بها العنصر، وسرعة استجوابه من قبل " أبناء حضرموت "، لا أن يذهب الأمر أدراج الرياح، ويكون كل شيء في طي الكتمان.   أشعر بالامتنان ليقظة الأهالي وارتفاع الحس الأمني لديهم، فحالما شكوا في أمر السيارة والأشخاص الذين كانوا حولها؛ سارعوا بالتواصل مع المعنيين، وإن كنا ربما لا  نتفق معهم في كثير من الأمور إلا أن الجهود يجب أن تتوحد لخدمة أمن المديرية، وهكذا يجب أن يدرك المواطنون أهمية الوعي الأمني ويتحلوا بروح الإيجابية، ويتواصلوا بسرعة مع أهل الاختصاص أول ما يلاحظوا أمراً يسترعي الانتباه أو الشك أو الريبة.   في الأخير رسالتنا إلى شباب المديرية وأبنائها الأشاوس: ضرورة أن يحافظوا على الأمن فيها، وبغض النظر عمّا حدث من تقصير أو سلبيات في الأيام السابقة، إلا أن الظروف الحاصلة وما يكتنفها من تعقيدات كبيرة، تفرض علينا التوحد والتنسيق فيما بيننا، سعياً لخدمة مجتمعنا وأهلنا وحمايتهم من كل مكروه، والتفكير الجدي لعودة النقاط الأمنية على مداخل المديرية، إذ بالرغم من شحة الإمكانات وضعفها إلا أننا يجب ألا نقف مكتوفي الأيدي، ونعمل بما يتوفر بأيدينا من إمكانيات وموارد متاحة ولو بدت ضعيفة أو محدودة، وأن نترك أسباب التخاذل والسلبية، ونبذ الأقاويل والشائعات فيما بيننا،  وأن يحرص الجميع على أداء واجبهم في حدود الإمكان والطاقة.   هذه مجموعة من الأفكار أحببتُ أن ألقيها في ميدان من يهمه الأمر في المديرية ولكل محب لها، عسى أن تلقى العناية والاهتمام حتى نتجنب مستقبلاً كل مكروه، ويعيننا الوعي بواقعنا على الثبات على الرأي الصائب والسديد.. نسأل الله أن يجنبنا كل مكروه ويصرف عنا كل مصيبة وبلوى ..  اللهم هل بلغت، اللهم فاشهد.    

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص