حضرموت اليوم / سيؤن / هاني عمر "
مطران مزارع يقضي معظم وقته في المزرعة فيصلي الفجر بمسجد قريب من مزرعته ويستمر في عمله حتى المغرب وبعض الأحيان قرب أذان العشاء، يقلب الأرض ويجتهد في إنتاج محاصيل جيده يستطيع من خلال بيعها على الحصول على لقمة عيش كريمة له ولأسرته، بل يعتصر قلب المزارع ألما عندما يدوس أحدهم على غصن واحد لمحصول البصل ولو من غير عمد، فهي هنا بالنسبة للمزارع تشبه إلى حد ما تربية الأبناء.
ووصف لي معاملته للبصل كأنهم أبناؤه الذين يمر اليوم والأسبوع دون أن يجالسهم بسبب انشغاله بمزرعته، ومن كثرة مجالسته لمحصول البصل يجد نفسه أحيانا يريد إجابة من البصل ليخبره ما الشيء الناقص عليه فيوفيه له.. وهنا سألته عن أسرته كيف ومتى يجلس معهم؟ أجابني: بأن أبناءهم ليسو مثل الأولاد الآخرين، نعم يتشابهون معهم في الذهاب إلى المدرسة، لكنهم يختلفون عنهم فيما بعد العودة من المدرسة، فهذا يكلف بإيصال وجبة الغداء لأبيه وآخر يساعد أباه في المزرعة في أعمال الري (السقوه) وغيرها من الأعمال اليومية التي قد تصل إلى اشتراك جميع أفراد الأسرة فيها من ذكور وإناث.
كلفة الديزل والطاقة البديلة كبيرة
وحول مضخات ضخ المياه بالديزل فإنها تستهلك خلال الأربعة الأيام تقريبا (150لتر) من الديزل وهو ما كلفته (30) ألف ريال حسب ما أوضح لي المزارعون.
وعن الطاقة البديلة الطاقة الشمسية فاعتبروا أن كلفتها كبيرة جدا وهم يعانون في الوقت الحالي من ضائقة مالية كبيرة جعلت عدداً من كبار المزارعين إلى ترك الزراعة اضطرارا والقيام بالعمل بإيجار لدى زملاءهم المزارعين بعد أن كانوا قدوة لهم وأصحاب خبرة في هذا المجال، بل وعمل بعضهم في مهنة البناء وبعضهم لازال صامدا في مزرعته وخاصة إذا كان يملك الأرض.
واقترح المزارعون المتضررون على الجهات المختصة والمهتمة بالزراعة بدعم المزارعين وتخفيف كلفة شراء الطاقة الشمسية من خلال الإستفادة من دعم مشاريع بعض البرامج الزراعية التي تقدمها الحكومة أو المنظمات وتحويله لصالح دعم مشاريع ضخ المياه بالطاقة الشمسية.
معاناة في التسويق
يصدر البصل الحضرمي إلى عمان والسعودية والصومال والكويت حسب ما ذكره لنا المزارعون.
ويعاني المزارع خلال هذه المرحلة من مشكلة بيع المحصول في السوق حيث قال لنا أحد المزارعين بأنهم عندما يذهبوا بالمحصول إلى السوق وعددهم مثلا (10) وعدد المشترين مثلا (5) يتفق المشترين مع بعضهم ويقولوا اتركوا المزارعين تحرقهم الشمس وعندما يذهب إليهم المزارع يتعذروا لهم بكثرة البصل في الأسواق بالمحافظات الأخرى ودول الجوار التي يصدر إليها البصل، بل ولا توجد سيارات لنقله مع علم المزارعين بوجود سيارات تنقل البصل من المزارع إلى أسواق خارج المحافظة والجمهورية، ويأتي المشتري آخر النهار ويفرض السعر على المزارعين – حد قولهم – فمثلا ألف ريال بعد أن كانوا يريده المزارع في الصباح (1500) ريال، فيضطر هنا المزارع الذين أتى بعضهم من مزارع بعيدة خارج سيئون (كالسويري وباعلال والردود) إلى القبول بذلك السعر الذي يعتبرون أنه سيساهم على الأقل في تغطية نفقات المشوار.
وهذا الأمر يحتاج حسب رأي بعض المزارعين إلى تكاتف جميع مزارعي البصل بوادي حضرموت من خلال تزويد أو عدم تزيد السوق بالكميات المناسبة وهو الأمر الذي يلزم المشتري إلى الرضوخ للسعر الذي يضعه المزارع.