إطلاق الرصاص الحي في الإعراس

ظاهرة إطلاق الرصاص الحي في الإعراس والتي عادت وبقوة للظهور مع عودة المظاهر المسلحة منذ 2011 التي نراها يوميا في شوارعنا العامة والأسواق والتي لم تحدد هوية الشخص المسلح أكان ينتمي إلى المؤسسة العسكرية أو الأمنية حيث لم يعد منتسبي تلك الجهات يتقيدون بالزي الرسمي والتي ألفها المواطنون كونهم من يقوم بحماية وخدمة المواطن والمجتمع وهو بدوره يحظى باحترام وتقدير الجميع , أما المسلحين الذين لا ينتمون إلى هاتين المؤسستين أو غيرها يترك في نفس العامة نوعاً من القلق والتوتر وحتى وان كانت سمه عند بعض القبائل ولكنها أصبحت الآن تعكس سمة أخرى منها العنف والإرهاب . ألا تدركون خطورة امتداد هذه الظاهرة إلى المدن حيث تطغى مظاهر الفهم والثقافة والتعليم العالي أغلبية سكانها ؟ في وقتنا الحاضر نحن بحاجة إلى تطبيق المظاهر المدنية الحديثة في كل مجالات حياتنا خاصة وبلادنا عانت ولا زالت تعاني من انتشار الأسلحة بين الناس وحسب ما صنفت اليمن البلد الوحيد الذي توجد به 60 مليون قطعة سلاح استخدمت كلها لقتل أبناء البلد بكل الأساليب منها الثأر والخصومة والاحتراب القبلي والمناطقي ، ناهيك عن من يؤجج الفتنة لاحتراب طائفي وعقائدي لا سمح الله , وتاريخ اليمن حتى هذا القرن الذي نشهده تاريخ دموي ولعل ما نمر به منذ ثورة 2011 وحتى اجتياح الحوثيون لمدينة عدن وبقية المحافظات يدعونا إلى قول كفى ولا لحمل السلاح . في المجتمع الحضرمي حيث يعيش المواطنون بسلام وغير مألوف لديهم سماع إطلاق رصاصة عدى ما مرت به المحافظة من أعمال إرهابية عادت مجدداً ظاهرة إطلاق النار احتفاء وابتهاجاً بالزواج وتعبيراً عن الفرحة ناهيك عن التفاخر بالضرب من عرس لآخر بكمية الذخيرة التي ينفقونها والتي يصل سعر الرصاصة الواحدة 350 ريالا أو أكثر لو انفقت هذه المبالغ على مجموعة من المحتاجين لكفتهم وسدت حاجتهم ولكن للأسف فهي تنفق كي تزعج وتقلق وتقتل. السؤال هنا هو لماذا عادت هذه الظاهرة ؟ وما هي أسباب عودتها ؟ هناك من يقول بأنها سمه بين القبائل منذ القدم وانه يجب تعليم الأبناء وتعويدهم على حمل السلاح و استخدامه. نقول لهم بان العديد من القبائل وخاصة التي اشتهرت بحمل السلاح والضرب تخلت عنه منذ زمن لقناعتها انه لاجدوى منه لما تخلفه من دمار بل تفوقت بوعيها عن بعض القبائل وقامت بفرض غرامة تصل إلى المائة ألف ريال لمن يطلق النار في أعراس القبيلة و لمن يراه واجباً للشباب أن يتعلم نقول لماذا لا تنفقون هذه المبالغ وتساهمون في إنشاء نادي للرماية يكون تحت إشراف متخصصين وبطريقة حديثة ومنظمة ويكون تنفيذاً لحديث سيد المرسلين وخاتم النبيين بقوله في الحديث الشريف ((علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل)) إذا بهذه الطريقة نكون قد قمنا بتحقيق هدفين اجتماعيين ينصبا لصالح المجتمع.. وتجنبنا ما تخلفه هذه الظاهرة من مآسي وما تتركه من احزان جراء الأعيرة الراجعة من إطلاق النار حيث سجلت العديد من الحوادث التي راح ضحيتها أبرياء أزهقت أراوحهم وسلبت منهم الحياة في لحظة طيش أو خطأ أو سوء استخدام. فيا من تطلق النار فرحاً تذكر أن هذه الرصاصة أصابت أختاً أو أماً أو ... الخ .. ماذا يفيد ندمك وأنت ترى جثته هامدة أمامك ؟ اتقوا الله في أنفسكم ومجتمعكم وانظروا أين وصل العالم من حولنا .. كي نتخلص من هذه الظاهرة لابد من أقامة الحملات التوعية بما تخلفه من أضرار جسيمة على الناس يشترك فيها كل منظمات المجتمع المدني والإعلام والتربية والأوقاف والأمن واستغلال شبكات التواصل الاجتماعي ثم تصدر السلطة المحلية قرار ملزما بعدم إطلاق النار في الأعراس ويتم معاقبة من يخالف ذلك. هذا ما نتمناه كمواطنين نتطلع أن نكون مجتمع مدني محتفظ بأصالته وثقافته التي يفتخر بها والذي شاع صيتها في أصقاع الأرض ولا زالت رمزا للسلام والإخاء. بقلم : صباح سعيد

إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص